في المتاجر الكبرى في المغرب مثل مرجان وكارفور، يقف أصحاب الحيوانات الأليفة أمام رفوف طويلة من أكياس الطعام، محاولين اختيار الأفضل لأصدقائهم الأوفياء. القاعدة الذهبية التي يسمعها الجميع هي البحث عن اللحم كأول مكون في القائمة. لكن، هل تعلم أن هذا قد يكون مجرد فخ تسويقي ذكي؟ تعتمد العديد من العلامات التجارية العالمية والمحلية استراتيجية تسمى تقسيم المكونات للتلاعب بترتيب العناصر على الملصق. الهدف هو جعل المستهلك يعتقد أن اللحم هو المكون الأساسي، بينما في الواقع، قد تكون الحبوب أو البقوليات هي الغالبة. فهم مكونات طعام الكلاب والقطط يتطلب نظرة فاحصة تتجاوز الكلمة الأولى في القائمة. في هذا المقال، سنكشف لك خبايا هذه الصناعة ونعلمك كيف تقرأ الملصقات كخبير تغذية، لضمان صحة وطول عمر أليفك في منزلك المغربي.
ما هو تقسيم المكونات وكيف يتم التلاعب به؟
تقسيم المكونات هو تكتيك قانوني تستخدمه شركات تصنيع الأعلاف لتقليل الوزن الظاهري للمكونات غير المرغوب فيها. تعتمد قوانين الملصقات على ترتيب المكونات تنازلياً حسب الوزن قبل الطهي. هنا تكمن الحيلة؛ فبدلاً من إدراج الذرة كمكون واحد بوزن إجمالي كبير يضعها في المرتبة الأولى، يقوم المصنعون بتقسيمها إلى مسميات مختلفة مثل دقيق الذرة، وجلوتين الذرة، والذرة الكاملة المطحونة. بفضل هذا التقسيم، يقل وزن كل جزء على حدة، مما يسمح للحم (الذي يحتوي على نسبة عالية من الماء تزيد من وزنه قبل التصنيع) بالقفز إلى المركز الأول. في الأسواق المغربية، نجد الكثير من المنتجات المستوردة التي تتبع هذا النهج بدقة. عندما ترى الدجاج هو المكون الأول، ولكن يليه قائمة طويلة من مشتقات القمح أو الأرز، فأنت أمام حالة كلاسيكية من التقسيم. هذا يعني أن أليفك يحصل على كمية كربوهيدرات أكبر بكثير مما توحي به العبوة اللامعة. من الضروري جداً للمربي المغربي أن يدرك أن ترتيب المكونات قد لا يعكس دائماً القيمة الغذائية الحقيقية للمنتج بعد عملية التصنيع والتجفيف.
لماذا تنجح هذه الحيلة على المستهلك في المغرب؟
يعتمد النجاح في هذه الحيلة على سيكولوجية المشتري الذي يبحث عن كلمة لحم أو دجاج ليرتاح ضميره. في المغرب، ومع زيادة الوعي الصحي تجاه الحيوانات الأليفة، أصبح المربون يبتعدون عن الأطعمة الرخيصة المليئة بالحبوب. شركات التسويق تدرك ذلك جيداً، لذا تستثمر مبالغ طائلة في تصميم عبوات تركز على صور اللحوم الطازجة والخضروات. لكن الحقيقة تكمن في الخط الصغير في ظهر العبوة. المستهلك المغربي غالباً ما يثق بالعلامات التجارية المعروفة المتوفرة في العيادات البيطرية، ولكن حتى بعض هذه العلامات قد تستخدم تقنيات التقسيم لخفض تكاليف الإنتاج مع الحفاظ على سعر مرتفع. المشكلة تكمن في أن اللحم الطازج المذكور في البداية يفقد حوالي 75% من وزنه (الماء) أثناء عملية التحويل إلى كريات جافة (Kibble)، بينما تظل المكونات المقسمة مثل دقيق الصويا أو البازلاء محتفظة بوزنها وقيمتها السعرية المنخفضة للمصنع. هذا يؤدي إلى فجوة بين ما تظن أنك تشتريه وبين ما يأكله كلبك أو قطتك فعلياً في وعائه اليومي.
أشهر المكونات التي يتم تقسيمها وكيفية رصدها
لكي تصبح خبيراً في رصد هذه الحيل، عليك البحث عن مجموعات المكونات المتشابهة. أكثر المواد التي يتم تقسيمها هي الذرة، القمح، الأرز، والبازلاء. على سبيل المثال، ابحث عن كلمات مثل 'بروتين البازلاء'، 'ألياف البازلاء'، و'دقيق البازلاء' في نفس القائمة. إذا قمت بجمع هذه الأجزاء ذهنياً، ستكتشف أنها تشكل الكتلة الأكبر من الطعام. في المغرب، نلاحظ أيضاً استخدام تقسيمات للقمح مثل 'نخالة القمح' و'دقيق القمح'. بالإضافة إلى ذلك، يجب الحذر من مسميات اللحوم الغامضة؛ فكلمة 'لحم' دون تحديد النوع (دجاج، بقر، غنم) تعتبر علامة حمراء. يفضل دائماً البحث عن 'لحم دجاج مجفف' أو 'دقيق لحم الغنم' لأن هذه المكونات تم وزنها بعد إزالة الماء منها، مما يعطي تقديراً أدق لنسبة البروتين الحقيقية. تذكر أن المكونات الخمسة الأولى هي التي تشكل الغالبية العظمى من محتوى الكيس، فإذا كانت ثلاثة منها هي أجزاء لنفس الحبة، فأنت تشتري في الغالب حبوباً بسعر اللحم. الوعي بهذه التفاصيل هو ما يفرق بين المربي المبتدئ والمربي المحترف الذي يهتم بجودة تغذية أليفه.
خطوات عملية لاختيار أفضل طعام في السوق المغربي
عندما تتوجه لمتجر الحيوانات الأليفة القادم، اتبع هذه الاستراتيجية: أولاً، ابحث عن الأطعمة التي تذكر مصدراً محدداً للبروتين الحيواني في المكونات الثلاثة الأولى، ويفضل أن يكون أحدها 'دقيق لحم' (Meal) لضمان كثافة البروتين. ثانياً، تجنب المنتجات التي تحتوي على أكثر من ثلاثة تقسيمات لنفس النوع من الكربوهيدرات. ثالثاً، قارن بين السعر والوزن؛ فالطعام عالي الجودة في المغرب يتراوح سعره عادة بين 60 إلى 100 درهم للكيلوغرام في الأكياس الكبيرة، وأي سعر أقل بكثير من ذلك قد يشير إلى سيطرة الحبوب والحيل التصنيعية. رابعاً، لا تتردد في استشارة طبيبك البيطري في مدن مثل الرباط أو طنجة حول العلامات التجارية التي توفر شفافية كاملة في تحليلاتها المخبرية. أخيراً، راقب حالة أليفك؛ فالفرو اللامع، العيون الواضحة، والنشاط العالي هي أفضل مؤشر على أن الطعام الذي اخترته، بعيداً عن حيل الملصقات، يوفر القيمة الغذائية المطلوبة. الاستثمار في طعام جيد اليوم سيوفر عليك الكثير من مصاريف العلاج البيطري في المستقبل بسبب أمراض سوء التغذية أو الحساسية الناتجة عن كثرة الحبوب.
الأسئلة الشائعة
هل يعني وجود الحبوب دائماً أن الطعام سيء؟
لا، الحبوب ليست سيئة بالضرورة إذا كانت بكميات معقولة وليست هي المكون الرئيسي المخفي. المشكلة تكمن في خداع المستهلك حول كمية اللحم الحقيقية مقارنة بهذه الحبوب.
كيف أحسب النسبة الحقيقية للحم بعد الطهي؟
بما أن اللحم الطازج يفقد معظم وزنه، ابحث عن وجود 'دقيق اللحم' (Meal) كأحد المكونات الأولى، لأنه يمثل البروتين المركز الذي يتبقى بعد إزالة الماء، وهو أدق في الترتيب.
ما هي أفضل الماركات المتوفرة في المغرب التي لا تستخدم هذه الحيلة؟
يصعب تحديد ماركة واحدة، ولكن ابحث عن العلامات التي تصنف كـ 'Ultra Premium' وغالباً ما توجد في المتاجر المتخصصة، واحرص على قراءة الملصق بنفسك لتطبيق القواعد التي تعلمتها.
الخاتمة
في الختام، إن رحلة البحث عن أفضل تغذية لأليفك تبدأ من كسر حاجز الثقة العمياء في ملصقات التسويق الجذابة. حيلة تقسيم المكونات هي مجرد واحدة من طرق عديدة تستخدمها الصناعة لتجميل الواقع. تذكر أنك كصاحب حيوان أليف في المغرب، تملك القوة الشرائية لتشجيع الشركات التي تلتزم بالشفافية والجودة. من خلال تعلم كيفية رصد هذه الحيل وجمع المكونات المقسمة ذهنياً، يمكنك اتخاذ قرار مبني على العلم لا على العاطفة. إذا لاحظت أي مشاكل هضمية مستمرة أو حساسية لدى أليفك، فمن الضروري استشارة طبيب بيطري مختص لتعديل النظام الغذائي. صحة أليفك أمانة، والتغذية السليمة هي حجر الزاوية لحياة سعيدة وخالية من الأمراض.
المراجع والمصادر
تم إعداد هذا المقال بالاعتماد على المصادر التالية:
