Kylosi
السلامة

مخاطر الزيوت العطرية والشموع المعطرة على الحيوانات الأليفة: دليل شامل

اكتشف مخاطر الزيوت العطرية والشموع المعطرة على صحة أليفك. نناقش تأثير السموم المحمولة جواً على الكبد والجهاز التنفسي وكيفية الحفاظ على بيئة آمنة في الإمارات.

Kylosi Editorial Team

Kylosi Editorial Team

Pet Care & Animal Wellness

26 ديسمبر 2025
5 دقائق للقراءة
#سلامةالحيواناتالأليفة #الزيوتالعطريةوالقطط #مخاطرالشموعالمعطرة #صحةالحيوانفيالإمارات #تسممالحيواناتالأليفة #العنايةبالقططوالكلاب
جرو غولدن ريتريفر وقطة يلعبان على سجادة في غرفة معيشة مشمسة مع جهاز تنقية هواء حديث في الخلفية.

في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث نقضي معظم أوقاتنا داخل المنازل المكيفة هرباً من الحرارة، نعتمد بشكل كبير على المعطرات الجوية والشموع لخلق أجواء مريحة. ومع ذلك، يغيب عن الكثيرين إدراك مخاطر الزيوت العطرية والشموع المعطرة الحقيقية على رفقائنا من الفراء. إن هذه المنتجات، حتى تلك المصنفة كـ 'طبيعية'، تطلق جزيئات ومركبات كيميائية معقدة يمكن أن تسبب أضراراً جسيمة للجهاز التنفسي ووظائف الكبد لدى القطط والكلاب. يهدف هذا المقال إلى توضيح الآليات العلمية التي تجعل هذه الروائح الجذابة خطراً صامتاً في منزلك، وكيفية التعامل معها بوعي لضمان سلامة حيوانك الأليف.

آلية الضرر: بين الاستنشاق والامتصاص عبر الجلد

تعتمد أجهزة نشر الزيوت العطرية (Diffusers) على تحويل الزيوت إلى قطرات مجهرية محمولة جواً. تكمن المشكلة في أن هذه القطرات لا تُستنشق فحسب، بل تهبط أيضاً على فراء الحيوان الأليف. عندما يقوم القط أو الكلب بتنظيف نفسه (Grooming)، فإنه يبتلع هذه المواد المركزة بشكل مباشر. في المنازل الإماراتية حيث تعمل أجهزة التكييف بشكل مستمر، لا تجد هذه الجزيئات مخرجاً للتهوية، مما يؤدي إلى زيادة تركيزها في الهواء بمرور الوقت.

على عكس البشر، تمتلك الحيوانات الأليفة حاسة شم أقوى بآلاف المرات، مما يجعل تركيز العطور البسيط بالنسبة لنا خانقاً بالنسبة لهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجهاز التنفسي للحيوانات الصغيرة أقرب إلى الأرض، حيث تترسب الجزيئات الأثقل، مما يزيد من تعرضهم المستمر لهذه الملوثات الجوية.

قطة رقيقة باللونين البرتقالي والأبيض تجلس بهدوء بجوار موزع زيوت عطرية أبيض ينبعث منه رذاذ لطيف في غرفة مشمسة.

السموم الكيميائية: الفينولات والمونوتيربينات

تحتوي العديد من الزيوت العطرية 'الطبيعية' على مركبات مثل الفينولات (Phenols) والمونوتيربينات (Monoterpenes). القطط على وجه الخصوص تفتقر إلى إنزيم كبدي أساسي يسمى (glucuronyl transferase)، وهو المسؤول عن تكسير هذه المركبات. عندما تستنشق القطة زيت القرفة أو زيت شجرة الشاي، يتراكم السم في الكبد لعدم قدرة الجسم على معالجته، مما قد يؤدي إلى فشل كبدي حاد أو مزمن.

أما بالنسبة للكلاب، فإن بعض الزيوت مثل زيت النعناع أو الأوكالبتوس يمكن أن تسبب تهيجاً عصبياً وتشنجات. إن التراكم التراكمي لهذه المواد في مساحة مغلقة يعني أن الحيوان يتعرض لجرعة منخفضة ولكن مستمرة، وهو ما يفسر ظهور أعراض المرض المفاجئة بعد شهور من استخدام المنتج العطري نفسه دون مشاكل ظاهرة.

ثلاث زجاجات قطارة زجاجية كهرمانية للمكملات الغذائية للحيوانات الأليفة على طاولة مع رسم تخطيطي للكبد وكلب جولدن ريتريفر في الخلفية. دعم الكبد الطبيعي للكلاب.

مخاطر الشموع المعطرة وجزيئات الكربون

الشموع المعطرة، وخاصة المصنوعة من البارافين (مشتق بترولي)، تطلق السخام وجزيئات دقيقة جداً عند احتراقها. في الإمارات، نستخدم الشموع بكثرة خلال التجمعات المنزلية، لكن هذه الجزيئات يمكن أن تؤدي إلى تفاقم حالات الربو لدى القطط والتهاب الشعب الهوائية لدى الكلاب. بالإضافة إلى العطور، تطلق فتائل الشموع أحياناً معادن ثقيلة، بينما تطلق العطور الاصطناعية مادة الفتالات (Phthalates) التي تتدخل في عمل الهرمونات.

الخطر يزداد في الغرف الصغيرة أو سيئة التهوية. إذا لاحظت أن أليفك يعطس بكثرة، أو تدمع عيناه، أو يلهث بصعوبة بعد إشعال شمعة، فهذه علامات واضحة على التهيج التنفسي. إن التعرض طويل الأمد لهذه الجزيئات يقلل من كفاءة الرئتين ويزيد من عرضة الحيوان للعدوى التنفسية.

كلب بني وأبيض ينام بسلام على سجادة ناعمة في غرفة معيشة مشمشة مع شمعة مضاءة في المقدمة.

الأعراض التحذيرية وحالات الطوارئ

يجب على مربي الحيوانات في الإمارات مراقبة أي تغير مفاجئ في السلوك عند استخدام المعطرات. تشمل أعراض التسمم بالزيوت العطرية: سيلان اللعاب المفرط، القيء، صعوبة في المشي (الترنح)، انخفاض درجة حرارة الجسم، وضيق التنفس. في الحالات المتقدمة، قد يصاب الحيوان برعشات عضلية أو فشل في وظائف الكبد.

إذا حدث اتصال مباشر بين الزيت وجلد الحيوان، يجب غسله فوراً بصابون لطيف للأطباق لإزالة الزيوت قبل أن يمتصها الجسم. في حال استنشاق كميات كبيرة، يجب نقل الحيوان إلى الهواء الطلق فوراً. في مدن مثل دبي وأبوظبي، تتوفر عيادات بيطرية تعمل على مدار الساعة؛ لا تتردد في زيارة الطبيب إذا استمرت الأعراض لأكثر من ساعة.

امرأة تنظر بتمعن إلى كلب غولدن ريتريفر يريح رأسه على أريكة رمادية في غرفة معيشة ذات إضاءة ناعمة.

بدائل آمنة للحفاظ على رائحة المنزل

لحسن الحظ، يمكنك الحفاظ على منزلك برائحة منعشة دون تعريض أليفك للخطر. البديل الأول هو استخدام أجهزة تنقية الهواء المزودة بمرشحات HEPA وفحم نشط، والتي تزيل الروائح والمواد الكيميائية بدلاً من تغطيتها. كما يمكن استخدام 'الشموع النباتية' المصنوعة من صويا 100% أو شمع النحل بفتائل قطنية خالية من الرصاص وبدون روائح مضافة.

بدلاً من الزيوت العطرية، جرب غلي القرفة الطبيعية أو قشور البرتقال في الماء على الموقد (Simmer pots)، مع التأكد من بقاء الحيوان بعيداً عن المطبخ. في البيئة الإماراتية، التهوية هي المفتاح؛ افتح النوافذ لعدة دقائق يومياً لتجديد الهواء، حتى لو كان الجو حاراً، لتقليل تركيز الملوثات الداخلية.

كلب جولدن ريتريفر ينام على أرضية المطبخ بجوار قدر يتصاعد منه البخار يحتوي على ليمون وأعشاب.

الأسئلة الشائعة

هل الزيوت العطرية 'الطبيعية' بالكامل آمنة للقطط؟

لا، كلمة 'طبيعي' لا تعني الأمان. العديد من الزيوت الطبيعية مثل زيت شجرة الشاي، والنعناع، والقرفة تحتوي على مركبات كيميائية طبيعية لا تستطيع كبد القطة معالجتها، مما يجعلها سامة جداً.

ما هي الزيوت الأكثر خطورة على الكلاب والقطط؟

تشمل القائمة الخطرة: زيت شجرة الشاي (Tea Tree)، الأوكالبتوس، النعناع، القرفة، زيت الحمضيات، واليلانغ يلانغ. استنشاق هذه الزيوت أو ملامستها للجلد يمكن أن يسبب تسمماً عصبياً أو كبدياً.

هل أجهزة نشر الروائح بالموجات فوق الصوتية أفضل من الشموع؟

كلاهما يحمل مخاطر؛ الأجهزة بالموجات فوق الصوتية تنشر قطرات زيت دقيقة تترسب على الفراء ويتم ابتلاعها، بينما تطلق الشموع سخاماً ومركبات احتراق. الأفضل هو تجنب كلاهما في الغرف المغلقة مع الحيوانات.

ماذا أفعل إذا استنشق أليفي بخار زيت عطري وبدأ بالسعال؟

انقله فوراً إلى مكان به هواء نقي وجيد التهوية. إذا لم يتوقف السعال خلال دقائق، أو إذا بدا مجهداً، تواصل مع الطبيب البيطري فوراً، حيث قد يحتاج إلى أكسجين أو علاجات تنفسية.

الخاتمة

إن الحفاظ على منزل عطري في الإمارات لا ينبغي أن يكون على حساب صحة حيواناتنا الأليفة. من خلال فهم مخاطر الزيوت العطرية والشموع المعطرة، ندرك أن 'الرائحة الجميلة' قد تكون عبئاً ساماً على كبد وجهاز تنفس أصدقائنا الصغار. الحل يكمن في الاعتدال، والتهوية الجيدة، واللجوء إلى البدائل الطبيعية غير المصنعة. إذا كنت تشك في تأثر أليفك بهذه المعطرات، فإن استشارة الطبيب البيطري هي الخطوة الأهم. تذكر دائماً أن بيئة منزلك هي العالم الكامل لحيوانك الأليف، فاجعلها نقية وآمنة له. لمزيد من النصائح حول السلامة المنزلية، يمكنك التواصل مع المختصين في رعاية الحيوان لضبط روتينك المنزلي بما يتوافق مع احتياجاتهم البيولوجية.

المراجع والمصادر

تم البحث في هذا المقال باستخدام المصادر التالية: